خالد حسين رمز الوفاء

في زمن طغت فيه الماديات .. و اختفى فيه الاوفياء جاء فارس من زمن اخر ليقدم الدرس تلو الدرس و ليقول للعالم ان هناك من يمكنه ان يقول لا للمال و ان هناك من لازال يعتبر ان الحياة تحتوي قيما اكبر بكثير من شيكا بمئات الالاف من الدنانير .
كثيرون لا يصدقون ما يسمعون لكنها قصة من واقعنا الحالي نسجها شاب عاشق لناديه شاب رفض كل العروض و المغريات التي انهالت عليه من كل حدب و صوب .. رفض الالاف المؤلفة لانه قرر ان لا يترك ناديا احبه و ترعرع بين جنباته و تعلم في ارجائه ابجديات كرة القدم .
هكذا نسج خالد حسين و الشهير بكمونة الحكاية بعزة نفسه و وفائه الاسطوريين و بعشقه اللامحدود لناديه و لالوانه الخضراء الزاهية ليسطر اسمه بأحرف من نور في سجلات الرياضة الليبية و في قلوب كل عشاق الرياضة الذين اعجبهم وفائه و شدهم رفضه لكل المغريات و تمسكه بناديه الاول الذي نشأ بين احضانه .
و حتى عندما هبط النصر الى الدرجة الثانية بقرار صادر من الفيفا رفض خالد العروض التي انهالت عليه و قرر البقاء في ناديه ليعيده الى دوري الاضواء من جديد بعد موسم واحد و ليكون اللاعب الليبي الوحيد و ربما الافريقي الذي يشارك في بطولة امم افريقيا 2006 بمصر و هو لاعب بالدرجة الثانية .
خالد حسين قصة نادرة الحدوث و اسطورة في زمن اختفت فيه الاساطير و اسم عشقته الناس بمختلف انتمائاتها و ميولهاو لانه كان صادقا في عشقه لناديه فقد بادلته جماهير ناديه العشق بعشق اخر لا يقل عنه .. فخالد اسم و صورة مرسومة في قلب كل نصراوي تماما كشعار النادي الشهير و خالد بوفائه و حبه لناديه صار رمزا للنادي شأنه في ذلك شان اساطير النادي السابقين فوزي العيساوي و يوسف صدقي و عبدالله الضراط و باخلاصه صنع خالد لنفسه مكانا بين تلك الاسماء الكبيرة و سيبقى الى الابد رمزا و علامة دالة على نادي النصر و مثلا اعلى لكل لاعب اراد ان يكسب حب الجماهير و عشقهم الغير محدود .